نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف التقيت بـ”موفاسا”في كوب عصير؟ - إقرأ نيوز الأن, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 02:15 مساءً
بدافع الفضول، جذب انتباهي فعالية ديزني+ والتي وجدتها في قلب الكايت بيتش. فكعاشقة قديمة لمحتوى ديزني، هذه المنصة التي دائمًا ما تسلّيني في أوقات مللي، ومسلسلاتها التي تؤنسني في رحلاتي الجوية، كان من المستحيل أن أتجاهل وجودها متجسدة على الرمال، تنبض بألوانها وألحانها ونكهاتها.
بدا الأمر بسيطًا للوهلة الأولى، لكن ما أن تخطى الزائرون أولى زوايا الفعالية، حتى بدأت التفاصيل تكشف عن نفسها: أكشاك ملونة، ألحان مألوفة في الخلفية، وروائح فواكه استوائية تعبق في الهواء.
بين الذوق والذاكرة
من بين كل الشخصيات التي نسجتها ديزني في ذاكرتنا، يبقى موفاسا هو الأكثر حضورًا في قلبي. ليس فقط لأنه ملك الغابة، بل لأنه كان صوت الحكمة، والطمأنينة، والكرامة الصامتة. كلما سمعت جملته الخالدة “تذكّر من أنت”, شعرت وكأنها موجهة لي، في كل مرحلة تغيّرت فيها، أو تهت قليلاً عن نفسي.
شاهد أيضاً: اختبر معلوماتك عن أفلام ديزني المدبلجة
شاهد أيضاً: حقائق ممتعة ومعلومات عن ديزني لاند
لهذا، حين وقعت عيناي على اسم “موفاسا” في قائمة العصائر، تجمّدت لوهلة. لم أتخيّل أن يتحوّل هذا الرمز العظيم إلى سموذي. كوب عصير؟ نعم، لكن بدا لي كأن شيئًا أعمق ينتظرني في تفاصيله.
كان المذاق غنيًا، دافئًا، حقيقيًا، كما كانت الشخصية. فالأفوكادو والموز منحاه ثباتًا، وسوربيه المانجو أضفى عليه إشراقة تُشبه شمس السافانا، بينما رقائق الأناناس وفتات الكركم أضافت تلك الحدّة التي لا تُنسى، كما لا يُنسى صوته. كل رشفة كانت بمثابة تحية صغيرة لملكٍ تربيت على حكمته، وضحيت بشطيرة دونات فقط لأحمل نكهته معي.
كان واضحًا أن هذه العصائر لم تُصمَّم لإرواء العطش فقط، بل لإثارة الذاكرة. كل نكهة، كل لون، وكل طبقة من طبقات الكوب كانت محاولة لتلخيص قصة، شخصية، أو لحظة خالدة من إحدى مسلسلات أو أفلام ديزني+. لحظة الشرب هنا أصبحت وسيلة استدعاء: للطفولة، للحنين، لأصوات عالقة في الذاكرة.
التذوق، في جوهره، ليس مجرد فعل جسدي. هو أحد أكثر الحواس ارتباطًا بالذاكرة. نكهة معينة قادرة على أن تعيدنا سنوات إلى الوراء، إلى لحظة كنا نظن أننا نسيناها. كيف يمكن لطعم المانجو مثلاً أن يستحضر صيفًا قديمًا؟ أو كيف يمكن لرائحة الفانيليا أن تُعيد إلى الذاكرة حضن أم، أو صباح دراسي؟ في فعالية ديزني+، كان لكل مكوّن في الكوب طاقة دفينة تستحضر المشاعر المخزّنة بعمق، مزيج من الحنين، والأمان، وربما حتى الحزن الجميل الذي لا نعرف مصدره.
ما بين التجربة الحسية والهوية البصرية
لم يكن الهدف من الفعالية مجرد تقديم عصائر مبتكرة، بل ترجمة الرمزية العاطفية للمحتوى إلى شكل ملموس: لون، طعم، ملمس. كل كوب بدا كأنه مرآة بصرية لشخصية أو مسلسل. تباين الألوان، واختيار الزينة، وحتى ترتيب المكونات داخل الكوب، كلها رسائل مشفّرة تستدعي ذاكرة المشاهد وتدعوه لإعادة الارتباط بالمحتوى، ولكن هذه المرة عبر الحواس.
“ذا كارداشيانز” جاء داكنًا ولمّاعًا، يعكس سطحية البريق، بينما “عائلة سمبسون” ظهر بتدرجات صفراء وزهرية نابضة، أشبه بكارتون حيّ. التجربة لم تكن عن التذوق فقط، بل عن استحضار ما يمثله كل عمل من هذه الأعمال داخلنا، ومنح هذه الرمزية شكلًا مرئيًا يمكن حمله في اليد.
في زمن تحوّلت فيه العلاقة مع الشاشة إلى علاقة فردية وصامتة، جاءت هذه الفعالية لتُذكّرنا بأن ما نشاهده ليس فقط محتوى، بل ذاكرة مشتركة، وقصة نحبها، وهوية جزئية نختارها عن وعي.
حين تصبح المشاهدة طقسًا يوميًا
بالنسبة للكثيرين، وأنا من بينهم، لم تكن ديزني+ مجرّد منصة ترفيه، بل رفيقة وقت. نلجأ إليها في الملل، في الترحال، أو في الحاجة إلى عالم موازٍ يعيد ترتيب فوضانا اليومية. ولهذا تحديدًا، بدت هذه التجربة وكأنها امتداد حيّ لهذا العالم: ليس فقط ما نراه، بل ما نعيشه ونحمله معنا في كوب، في صورة، أو حتى في نكهة لا تُنسى.
كانت فعالية بسيطة في مدتها، لكنها كبيرة في فكرتها. لأنها لم تُقدّم نكهة فقط، بل أعادت إلينا طيفًا من الذكريات، بلحظة غير متوقعة، في زاوية من شاطئ مزدحم، تمامًا كما تفعل القصص الجيدة.
0 تعليق