في خطوة طموحة من شأنها أن تعيد تشكيل خريطة التنقل في جنوب إيطاليا، تعمل الحكومة الإيطالية حاليًا على تنفيذ مشروع خط سكة حديد فائق السرعة جديد، من المقرر أن يربط بين نابولي على الساحل الغربي ومدينة باري الساحلية في إقليم بوليا على الساحل الشرقي. المشروع، الذي يُتوقَّع اكتماله بحلول عام 2028، يُعد من أبرز مبادرات البنية التحتية في البلاد، حيث سيساهم في تقليص مدة الرحلات إلى النصف تقريبًا مقارنة بالخط الحالي البطيء.

المشروع الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 6 مليارات يورو، يحظى بتمويل كبير من الاتحاد الأوروبي، حيث يُمول صندوق التعافي من كوفيد-19 التابع للاتحاد حوالي ربع تكاليفه. وينظر إلى هذا المشروع باعتباره ركيزة أساسية ضمن خطة إيطاليا لتعزيز تنمية الجنوب وتقليل الفجوة الاقتصادية بين الشمال والجنوب. فالبنية التحتية للنقل في مناطق الجنوب لطالما كانت أحد التحديات الكبرى، مما جعل تحسينها ضرورة استراتيجية واقتصادية.

فيما سوف تتولى شركة فيروفي ديلو ستاتو (FS) المملوكة للدولة إدارة خط السكة الحديد ذي المسارين، والذي يبلغ طوله 145 كيلومترًا، حيث سوف يحل محل الخط الأحادي البطيء الحالي، وهو ما يقلل مدة الرحلة للنصف لتصبح ساعتين فقط وذلك بحلول عام 2028. حيث سوف تخضع جميع المحطات الحالية على هذا الخط لتجديدات، كما سوف تفتتح محطة جديدة كليًا في منطقة إربينيا النائية.

فيما يعتبر هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته 6 مليارات يورو، جزءًا واحدًا فقط من استراتيجية أوسع لشركة فيروفي ديلو ستاتو لاستثمار مبلغ مذهل قدره 60 مليار يورو بشبكة السكك الحديدية الخاصة بها على مدى العقد المقبل.

وخطوط السكك الحديدية بإيطاليا تمتد لحوالي 17,000 كيلومتر إجمالًا، ولكن يتركز جزء كبير منها في شمال البلاد، حيث يكمن الأمل في أن تحسين الاتصالات من البلدات والمدن الصغيرة في جنوب إيطاليا قد يبطئ هجرة الشباب من المنطقة، في الوقت الحالي، إذ يقدر مركز الأبحاث "سفيميز" ​​(Svimez)، المُركّز على الجنوب، أن 8 ملايين شخص سيهاجرون من المنطقة بحلول عام 2080.

وقد صرح رئيس مشروع القطار فائق السرعة بوحدة البنية التحتية "آر إف آي" التابعة لمؤسسة "إف إس"، لرويترز: "إن تشغيل الخط أمر بالغ الأهمية، خاصة بالمناطق والقرى الداخلية التي عانت من هجرة سكانية حادة في السنوات الأخيرة".