شهدت مدينة بورسعيد حادثًا مأساويًا أودى بحياة الشاب أحمد حامد الفار، وهو سائق ميكروباص شاب كان يبلغ من العمر عشرين عامًا فقط، إذ تعرض لطعنة نافذة إثر خلاف بسيط على تحميل راكب، مما أثار حالة من الحزن والغضب وسط أهل منطقته الذين وصفوه بالشاب المكافح الدؤوب الذي عاش حياته في مكابدة من أجل لقمة العيش.

قصة السائق الشاب أحمد: من اليُتم إلى الكفاح

نشأ أحمد حامد الفار منذ طفولته في بيئة صعبة، فقد توفيت والدته في عمر صغير، بينما كان يعول والده المسن الذي يعاني من ظروف صحية قاسية ولا يمتلك مصدر دخل ثابت، لم يكن أمام أحمد سوى الاعتماد على نفسه، حيث عمل في العديد من المهن الشاقة منذ صغره حتى استقر على مهنة قيادة الميكروباص، وحرص أحمد على توفير احتياجات أسرته الصغيرة، خاصة أنه كان أباً لطفلتين رضيعتين، الأولى تبلغ من العمر عامًا واحدًا، بينما الأخرى لم تكمل شهرها الثامن، وكان في يوم الحادث يبحث عن المال لإجراء فحوصات طبية مهمة لإحدى طفلتيه.

تفاصيل المأساة: اشتباك تحول إلى كمين

بدأت القصة حين دخل أحمد في مشادة كلامية بسيطة مع سائق آخر بسبب خلاف على أجرة قدرها خمسة جنيهات فقط، وبالرغم من أن أحمد فضل الانسحاب وعدم التصعيد، إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فقد قام السائق الآخر بنصب كمين له بمساعدة بعض الأشخاص لاعتدائه، حين طلب أحدهم من أحمد التوجه لمكان محدد بحجة الصلح؛ وعندما ذهب وجد الجناة بانتظاره ليقوموا بمطاردته وإلحاق أذى جسيم به، إذ طعنه السائق في فخذه، مما أدى لنزيف حاد؛ كما أصيب صديقه الآخر الذي كان بصحبته بجروح خطيرة.

مأساة أحمد الفار: النهاية الحزينة واستغاثة أسرته

تم نقل أحمد وصديقه إلى المستشفى في محاولة يائسة لإنقاذهما، لكن للأسف لم ينجُ أحمد من الإصابة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة تاركًا أسرته في حالة من الأسى والحزن، حتى صديقة الذي أصيب في الحادث اضطر لإجراء جراحة طارئة للنجاة، تلك الحادثة لم تكن مجرد مشاجرة بل جريمة قتل بشعة هزت مجتمع بورسعيد ومثلت صدمة كبيرة لكل من عرف أحمد، إذ اجتمع أهالي المنطقة في جنازة حزينة، مطالبين بالقصاص العادل.

تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على الجناة وفتحت تحقيقًا فوريًا لكشف تفاصيل الحادثة؛ أسرة أحمد بدورها طالبت بسرعة القصاص العادل من المجرمين، خاصة وأن الأسرة أصبحت بلا عائل، بعد فقدان الشاب المكافح الذي كانت حياته كلها مكرسة من أجل توفير لقمة العيش لأطفاله الصغار وأسرته ذات الظروف الصعبة.