في قارة تحتضن الفنون والثقافات والمناظر الطبيعية الساحرة، يبدو أن لأوروبا عشقًا آخر لا يقل دفئًا: القطط. فبحسب دراسة أوروبية جديدة، يعيش في أوروبا ما يقرب من 130 مليون قطة، ما يجعلها واحدة من أكثر القارات احتضانًا لهذه الكائنات الغامضة واللطيفة في آنٍ واحد. الدراسة لم تكتفِ بعدّ القطط فقط، بل ذهبت أبعد من ذلك لتحديد الدول التي تظهر أوضح علامات الحب والتقدير لها من خلال الكثافة السكانية للقطط والاهتمام بها داخل المنازل.

صنفت دراسة أجرتها شركة (Go Voyager) جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 وذلك بناءً على عدد القطط لكل كيلومتر مربع ونسبة الأسر التي تمتلك قطة كحيوان أليف. ووفقًا للإحصاءات، تُسجَّل بلجيكا من بين الدول الأعلى من حيث عدد القطط بالنسبة إلى عدد السكان، ما يدل على تفضيل ملحوظ لهذا الحيوان على غيره من الحيوانات الأليفة.

تتصدر هذه القائمة بلجيكا حيث يبلغ عدد القطط بها حوالي 81.89 قطة لكل كيلومتر مربع، ولطالما شكلت القطط جزءًا هامًا من الثقافة البلجيكية. ففي مدينة إيبرس، يقام موكب كل 3 سنوات يعرف باسم "كاتينستويت"، أو "مهرجان القطط"، ويُعتقد أنه يمثل فترة ارتبطت فيها القطط بالسحر، إذ كانت تلقى من برج الجرس.

في قلب أوروبا الشرقية، تبرز المجر كدولة تُقدر الرفقة الهادئة للقطط، المجر ليست فقط غنية بالتراث والموسيقى والفنون، بل يبدو أن سكانها لديهم ميل خاص لتربية القطط في منازلهم، وخاصة في المدن الصغيرة والريف، حيث تُترك القطط تتجول بحرية في الحدائق وتعيش حياة شبه برية ولكن محاطة بالرعاية. هذا التوازن بين الحرية والرعاية يعكس أسلوب الحياة المجري الهادئ، حيث تتناغم الكائنات مع الطبيعة دون تعقيد.

مع هذا الانتشار الملفت، يبدو أن القطط وجدت موطنًا مثاليًا لها في أوروبا، وبالأخص في بلجيكا والمجر وبولندا. فالدراسة لا تُظهر مجرد أرقام، بل توثق علاقة عاطفية متجذرة بين الإنسان وهذا الحيوان الذي طالما أثار الإعجاب بهدوئه واستقلاليته. في نهاية المطاف، من الواضح أن القارة الأوروبية لا تكتفي بعشق الفن والطبيعة، بل تعشق أيضًا الكائنات التي تمنح الحياة لمسة من الحنان والصمت الجميل.

هذه هي الدول الأوروبية الأكثر حبًا للقطط: