نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاحتفال بعيد الجلاء في سوريا: بين النضال والتضحيات - إقرأ نيوز الأن, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 02:10 صباحاً
في السابع عشر من نيسان من كل عام، تحتفل الجمهورية العربية السورية بذكرى "عيد الجلاء"، وهو اليوم الذي رحل فيه آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية عام 1946، إيذانًا بانتهاء فترة الانتداب الفرنسي وبداية مرحلة جديدة من الاستقلال الوطني الكامل. هذا اليوم لا يُعتبر مجرد محطة تاريخية في مسيرة الشعب السوري، بل هو لحظة تتجدد فيها مشاعر الاعتزاز والكرامة، حيث يستذكر السوريون نضال أجدادهم، ويؤكدون تمسكهم بالسيادة والوحدة الوطنية.
رمزية الجلاء: بين النضال والتضحيات
يمثل عيد الجلاء تتويجًا لنضال طويل خاضه السوريون ضد الاحتلال الفرنسي، نضال اتخذ أشكالًا متعددة، من المواجهات العسكرية إلى المقاومة الشعبية والضغط السياسي. الثورة السورية الكبرى عام 1925، بقيادة سلطان باشا الأطرش، كانت أبرز محطات هذا الكفاح، وقد جسّدت إرادة السوريين الرافضة للهيمنة الأجنبية بكل أشكالها.
كما لعبت الشخصيات الوطنية البارزة مثل إبراهيم هنانو، وهاشم الأتاسي، دورًا محوريًا في تنظيم المقاومة والدفاع عن الكرامة الوطنية. لذلك، فإن الاحتفال بعيد الجلاء يحمل بين طياته تقديرًا لهؤلاء القادة، واعترافًا بتضحيات الشعب في سبيل حريته واستقلاله.
طقوس الاحتفال: توحيد للذاكرة وتعزيز للهوية
يُحتفى بهذا اليوم في مختلف المحافظات السورية من خلال فعاليات جماهيرية ورسمية تعكس التلاحم الوطني. المدارس والجامعات تنظم عروضًا ومسيرات رمزية، فيما تُقام احتفالات في الساحات العامة تتخللها الأناشيد الوطنية والخطب التي تروي ملاحم الجلاء. كما تحرص المؤسسات الثقافية والإعلامية على عرض أفلام وثائقية وتغطيات خاصة تُعيد للأذهان تفاصيل الكفاح السوري، وتعزز الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة.
هذه الطقوس لا تهدف فقط إلى الاحتفاء بذكرى الاستقلال، بل تسعى لترسيخ فكرة أن الوطنية ليست فقط ماضٍ يُحتفل به، بل حاضر يُبنى ومستقبل يُصان.
عيد الجلاء في السياق المعاصر
في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها سوريا اليوم، بات عيد الجلاء أكثر من مجرد احتفال، إنه رسالة صمود ومقاومة. في وقت يشهد العالم تحولات متسارعة، يظل السابع عشر من نيسان محطة للتأكيد على أن الشعب السوري قادر على تجاوز المحن، مستلهمًا من تاريخ الجلاء روح التحدي والإصرار على الحفاظ على وحدة أراضيه واستقلال قراره. كما يُعد هذا اليوم فرصة لإعادة التأكيد على أهمية الحوار الوطني والتضامن الشعبي لمواجهة التحديات الراهنة.
فإن عيد الجلاء ليس مجرد لحظة تاريخية، بل هو مناسبة لتجديد العهد بين الأجيال، واستعادة الإيمان بقدرة الشعب على حماية مكتسباته الوطنية. إنه عيد يعلّمنا أن الاستقلال لا يُقاس فقط بخروج القوات الأجنبية، بل بالحفاظ على السيادة والكرامة وتعزيز روح المواطنة والانتماء.
0 تعليق