نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كاتب وثائقي "يا غايب" جورج هزيم لـ"النهار": فضل شاكر أمضى حياته باحثاً عن الانتماء - ايجي سبورت, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 05:10 مساءً
"إنّها قصّة إنسان وفنان، ليست محصورة بحدث واحد في حياته، وإن كان ذلك الحدث كبيراً بما يكفي ليغيّر مجرى حياته بالكامل". بهذه الكلمات، وصف كاتب الوثائقي جورج هزيم، العمل الوثائقي الذي حمل عنوان "يا غايب"، والذي يُرتقب عرضه خلال أيام قليلة، ليكشف الستار عن قصص شخصية ونفسية من حياة الفنان فضل شاكر وعائلته تُروى للمرة الأولى أمام الجمهور.
الدراما الوثائقية، التي صُوّرت في تركيا ويُنتظر عرضها في 20 نيسان/أبريل عبر منصة "شاهد" الرقمية بالتعاون مع مجموعة "أم بي سي"، تشكّل مطاردة صحافية للسؤال "الصحيح" في ماضي فضل شاكر منذ طفولته، مروراً بمسيرته الفنية، وصولاً إلى اعتزاله الفن بعد معركة عبرا في جنوب لبنان. هي محاولة لفهم ما جرى، من خلال الغوص في قصته التي يرويها على لسانه، وإجراء لقاءات مع أفراد عائلته، بهدف كشف النقاب عن الرجل، والأب، والفنان الذي يقف خلف الجدل الدائر منذ سنوات.
وفي حديث خاص لـ "النهار"، كشف الكاتب اللبناني ما ينتظر الجمهور في الدراما الوثائقية المرتقبة، قائلاً: "يتميّز العمل ببنية سردية مختلفة لا تتبع ترتيباً زمنياً محدداً. وقد اتُخذ هذا القرار الإبداعي لأنه يعكس بشكل أوضح الحالة النفسية لشاكر، كما أن في حياته الكثير من التكرار والتشابه، إلى جانب تفاصيل تظهر في كل مرة بصورة مختلفة".
"فضل أمضى حياته كلها في بحثٍ دائم عن مكان ينتمي إليه، وهذا يتجلّى في طفولته، وفي مسيرته الفنية، وفي علاقته بعائلته، وصولاً إلى التحاقه بجماعة الأسير"، بحسب هزيم.
"كيف يمكن أن يتحوّل نجم البوب و"ملك الرومانسية" إلى شخص راديكالي؟"
يطرح هزيم أسئلة سعى فريق العمل إلى البحث عن إجابات لها منذ اللحظة الأولى لبدء العمل على هذا الوثائقي، وهي، بحسب قوله، أسئلة راودت أذهان كثيرين. لعل أبرزها: "كيف يمكن أن يتحول نجم البوب و"ملك الرومانسية" إلى شخص راديكالي ومتطرف؟ وما الذي يدفع الإنسان، الأب، والفنان، إلى أن يتجرد من كل ما يعرفه ليصبح بهذا الشكل المتطرف في فكره؟".
ثم يقول هزيم: "تستند الدراما إلى كلمات فضل شاكر، فهو من روى لنا القصة، وكذلك فعلت عائلته. فنحن لا نتناول شخصية شاكر فقط، بل أيضاً ما جرى داخل عائلته الصغيرة، كالأم والأولاد، وهم أشخاص التقيناهم وتحدثنا إليهم، ونعرض وجهة نظرهم". ويؤكد أن هذا المشروع واجه عقبات حتى قبل بدء تصويره.

بوستر وثائقي
"تفاصيل قد يراها البعض مفاجآت"
وعن اعتزال شاكر بعد معركة عبرا، قال كاتب الوثائقي: "ما اكتشفناه هو أن الإعلام أدى دوراً كبيراً في تلك الفترة. ففي عام 2013، لم تكن هناك مواقع تواصل اجتماعي، ومع وقوع معركة عبرا، صدّق الناس ما قيل حينها، بأن فضل شاكر هو من قاتل عناصر الجيش اللبناني".
وتابع: "رغم أن توثيقاً واسعاً ظهر لاحقاً، وفي عام 2018 تمت تبرئته من هذه التهمة، استمرّ الناس بتصديق الكذبة الأولى والبروباغندا التي انتشرت وقتها، خصوصاً من خلال فيديوهات جرى التلاعب بتاريخها".
وأضاف هزيم: "رغم المقابلات الطويلة التي أجريت معه لاحقاً، لم يُسلّط الضوء بما يكفي على تلك المرحلة أو على براءته التي صدرت عن المحكمة. هذه التفاصيل التي قد يراها البعض مفاجآت، هي في الواقع قصص لم تروَ من قبل، إلى جانب جوانب شخصية ونفسية من حياة فضل وعائلته تُعرض للمرة الأولى".
حلقة إضافية لمن يسعى إلى الحقائق بعيداً عن الطرح الدرامي
وعمّا إن كان هدف الوثائقي محاولة لتقديم رواية جديدة عن شاكر، قال هزيم: "لا أحب القول إننا نعيد رسم صورة فضل شاكر في نظر الجمهور، لأنني أعتقد أن الجمهور يمتلك نظرة نقدية. كل ما فعلناه هو أننا جئنا وقدّمنا القصة كاملة متكاملة، بوثائقي من عدة حلقات".
وتابع: "أستطيع القول إن هذه القصة تشبه العديد من القصص الأخرى لرجال أو نساء سلكوا الطريق نفسه. لطالما أثارني سؤال كيف ولماذا تتغير أيديولوجيات الأشخاص، فهناك دائماً أسباب وظروف، وربما مشهد سياسي يدفع مجموعات بأكملها نحو التطرف".
وكشف عن حلقة إضافية في "يا غايب"، وهي مخصصة لكل من يرغب في معرفة الحقائق بعيداً عن الطرح الدرامي للمسلسل. تتضمّن هذه الحلقة مقابلات مع محامين، وأشخاص مؤيدين لفضل شاكر، وآخرين معارضين له، بمن فيهم بعض الأشخاص من الدولة. وتتطرق الحلقة إلى نقاشات وتفاصيل من زاوية أكثر قانونية وموضوعية.
واختتم هزيم حديثه قائلاً: "نحن واعون ومدركون أن وثائقي فضل شاكر هو موضوع جدلي. لكن في النهاية، نحن نقدّم بورتريه لشخص، بورتريه نفسياً ودرامياً عن إنسان، ورجل، وأب. إنها قصة فنان، وليست محصورة فقط في حدث واحد وقع في حياته، حتى لو كان هذا الحدث كبيراً للغاية وغيّر مجرى حياته بالكامل".
0 تعليق