حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور خطير في الوضع الإنساني في قطاع غزة، مع تسجيل زيادة مقلقة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر منذ أكثر من ستة أسابيع.

وأوضح المكتب، في بيان صدر اليوم، أن عدد الأطفال الذين يتلقون علاجاً من سوء التغذية في غزة ارتفع إلى 3600 طفل، مقارنة بـ2000 طفل فقط خلال الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن هذا التفاقم يأتي في ظل توقف تام لدخول الغذاء والمساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس الماضي.

نقص حاد ومعاناة يومية

ويعاني السكان، لا سيما الأمهات والأطفال، من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والحليب، مما يدفع الأسر إلى مواجهة معاناة يومية وسط ظروف معيشية قاسية. وفي مخيمات النزوح المؤقتة في خان يونس، أدى هذا الوضع إلى تفشي الأمراض، خصوصًا بين الأطفال.

وفي محاولة للتخفيف من الأزمة، أنشأت جمعية أرض الإنسان الفلسطينية مركزًا لعلاج سوء التغذية بتمويل من صندوق المساعدات الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة. ويستقبل المركز يوميًا بين 50 إلى 60 امرأة مع أطفالهن، مع زيادة بنسبة 20% في عدد الحالات التي يتم فحصها.

تحذيرات من انهيار الخدمات

مع ذلك، أكدت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم "أوتشا" في غزة، أن هذه الجهود غير كافية في ظل استمرار القيود المفروضة.

وقالت:

"ما لم تُعالج الأسباب الجذرية للأزمة ويُعاد فتح المعابر بشكل عاجل، فإن سوء التغذية سيستمر في التفاقم، ما يُنذر بانهيار الخدمات المنقذة للحياة."

ودعت تشيريفكو إلى تحرك فوري لتجنب ما وصفته بـ"كارثة إنسانية أكبر"، لافتة إلى أن إغلاق المعابر للأسبوع السابع على التوالي يُعد الأطول منذ بداية الحرب.

أوضاع غير مسبوقة

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أشارت في وقت سابق من أبريل إلى أن 1.9 مليون شخص تعرضوا للنزوح القسري بسبب القصف وانعدام الأمان.

كما أكد مكتب "أوتشا" أن قطاع غزة يمر بـ"أشد أزمة إنسانية" منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، مضيفًا أن آخر مرة دخلت فيها المساعدات عبر المعابر كانت في 2 مارس، ما يجعل هذه الفترة الأطول دون أي إمدادات منذ بداية العدوان.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك