في خطوة حازمة للحد من السلوكيات السياحية غير المرغوبة، أعلنت السلطات المحلية في جزيرة جران كناريا الإسبانية عن فرض غرامات قد تصل إلى 3000 يورو على السائحين الذين يخالفون قواعد سلوكية جديدة، من بينها تدخين السجائر الإلكترونية وتشغيل الموسيقى على الشواطئ. وتندرج هذه التدابير ضمن حملة موسعة تهدف إلى حماية البيئة المحلية والحفاظ على جودة حياة السكان، في وجه التحديات المتزايدة التي يفرضها النشاط السياحي الكثيف.

جران كناريا، وهي واحدة من أبرز جزر الأرخبيل الإسباني الشهير جزر الكناري، لطالما اجتذبت الزوار بجمالها الطبيعي المتنوّع، من الشواطئ الرملية الذهبية إلى الجبال البركانية، فضلًا عن طابعها الثقافي الفريد ومعالمها التاريخية في المدن الساحلية. غير أن شعبية الجزيرة المتزايدة، وارتفاع عدد السياح، أدّيا إلى ضغوط بيئية واجتماعية دفعت السلطات إلى التحرك بسرعة.

ووفقًا لما نشرته صحيفة Canarian Weekly، فإن القواعد السلوكية الجديدة تُطبق تحديدًا على ساحل أجايتي الواقع في الجزء الغربي من الجزيرة، وتشمل الشواطئ والمتنزهات والمناطق الساحلية الأخرى. وتشدد اللوائح على ضرورة احترام الطبيعة والهدوء العام، وتمنع استخدام مكبرات الصوت المحمولة أو أي أجهزة موسيقية قد تُخلّ بالسكينة. كما تُعتبر السجائر الإلكترونية جزءًا من الممنوعات، إذ ترى الجهات المسؤولة أنها تُشكل مصدر إزعاج وتُخلّ بتجربة الزوار الآخرين، فضلًا عن آثارها البيئية.

إذ تشمل هذه القواعد التدخين أو التدخين الإلكتروني على الشواطئ، أو حتى تشغيل الموسيقى الصاخبة، فيما يحظر على السياح أيضًا الطهي أو الشواء بالأماكن العامة، ومنع الوصول إلى الممرات، وجمع الأصداف أو الصخور، وممارسة أي أفعال جنسية.

في حين أن القواعد الجديدة قد وضعت لجعل الحياة أكثر متعة للسكان المحليين والسياح، إلا أنها تهدف كذلك إلى الحفاظ على موطن غران كناريا، فالجزيرة تتمتع بمناخها المحلي الخاص، مع كثبان ماسبالوماس الرملية بالجنوب، وكذلك القمم الباردة حول فوهة تيخيدا بالوسط، والوديان الاستوائية مثل أغايتي في الشمال. 

وقد تُعرض المخالفات البسيطة لغرامة تتراوح بين 25 و629 جنيهًا إسترلينيًا، بينما تتراوح المخالفات الأكثر خطورة بين 630 و1258 جنيهًا إسترلينيًا، حيث إن أقصى مبلغ يمكن فرضه على السياح هو 2517 جنيهًا إسترلينيًا، أي حوالي 3000 يورو.

ويؤكد مسؤولو الجزيرة أن هذه الإجراءات لا تهدف إلى ردع الزوار أو تقليص الحركة السياحية، بل تهدف إلى ترسيخ سياحة مسؤولة ومستدامة تحترم البيئة والمجتمع المحلي. كما تم إطلاق حملات توعية باللغات المختلفة في المرافق السياحية لتعريف الزوار بالقواعد الجديدة. ويأمل القائمون على هذه المبادرة أن تشكّل جران كناريا نموذجًا في تحقيق التوازن بين الترحيب بالسياحة وبين الحفاظ على الطابع المحلي والجمال الطبيعي للجزيرة، في وقت باتت فيه وجهات سياحية كثيرة في أوروبا تواجه تحديات مشابهة.