استعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من اللقطات النادرة التي جمعت بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالبابا فرنسيس، الذي أُعلن عن وفاته صباح اليوم الاثنين عن عمر يناهز 88 عاماً بعد صراع مع المرض.

وترجع تفاصيل اللقاء لعام 2013، حينما قدّم ميسي وزميله الإيطالي جانلويجي بوفون هدية رمزية للبابا تمثّلت في شجرة زيتون صغيرة، إضافة إلى قميصين للمنتخبين يحملان اسمه، وكرة موقّعة من اللاعبين، قبيل مباراة ودية جمعت راقصي التانجو بإيطاليا في العاصمة روما، في بادرة هدفت إلى التعبير عن التقدير لمكانته الدينية والإنسانية.

ورغم الهدايا واللقاء الودي، رفض البابا فرنسيس، الانحياز لأي من المنتخبين، مؤكداً تمسكه بالحياد الرياضي في تلك المناسبة.

وقال البابا الراحل حينها: "سيكون من الصعب عليّ تشجيع أحد المنتخبين، لكن لحسن الحظ إنها مجرد مباراة ودية، وأتمنى أن تبقى كذلك فعلاً"، مشدداً على أهمية الروح الرياضية والزمالة بين اللاعبين، داعياً إياهم إلى نشر الإنسانية واحترام القيم، سواء داخل الملاعب أو خارجها.

وأضاف مخاطباً اللاعبين: "لا تنسوا أبداً روح الزمالة التي رافقتكم منذ أن كنتم هواة. العبوا بشرف، وكونوا رجالاً يحملون القيم في قلوبهم".

وجرت المباراة الودية بعد ذلك على الملعب الأولمبي في روما، وانتهت بفوز الأرجنتين 2-1، حيث غاب ميسي عن اللقاء بداعي الإصابة، بينما سجّل هدفي "التانغو" كلّ من غونزالو هيغواين وإيفر بانيغا، فيما سجل لورينزو إنسيني هدف تقليص الفارق لـ"الأتزوري".

وتأتي إعادة تداول هذه القصة تزامناً مع إعلان وفاة البابا فرنسيس، الذي وافته المنية صباح الإثنين في مقر إقامته بدار القديسة مارتا داخل الفاتيكان، بعد صراع طويل مع المرض، وفق ما أكده الكاردينال كيفن فاريل، المسؤول عن إدارة شؤون الكرسي الرسولي خلال فترة الشغور.

Pope Francis died on Easter Monday, April 21, 2025, at the age of 88 at his residence in the Vatican"s Casa Santa Marta. pic.twitter.com/jUIkbplVi2

— Vatican News (@VaticanNews) April 21, 2025

أبرز المعلومات عن البابا فرنسيس

البابا فرنسيس، وُلد باسم خورخي ماريو بيرغوليو في بوينس آيرس بالأرجنتين في 17 ديسمبر 1936، وكان أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي يتولى هذا المنصب.

انتُخب في مارس 2013، وقاد الكنيسة الكاثوليكية لمدة 12 عامًا، تميزت بمحاولاته لإصلاح المؤسسة وتعزيز الشفافية والانفتاح، مع التركيز على قضايا العدالة الاجتماعية، ودعم الفقراء والمهمشين، والدعوة إلى الحوار بين الأديان.​

الأيام الأخيرة في حياته

خلال فترة بابويته، واجه البابا فرنسيس تحديات صحية متعددة، بما في ذلك مشاكل في الجهاز التنفسي. وفي فبراير الماضي، أُدخل إلى مستشفى جيميلي في روما؛ بسبب التهاب رئوي حاد، حيث تدهورت حالته الصحية لاحقًا، مما أدى إلى وفاته.​

وصيته

يُذكر أن البابا فرنسيس كان قد أعرب عن رغبته في تبسيط مراسم جنازته، حيث طلب أن يُدفن في تابوت خشبي بسيط، وأن يُوارى الثرى في بازيليك سانتا ماريا ماجوري في روما، بدلاً من الفاتيكان، ليكون بذلك أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ البابا ليون الثالث عشر.​

طريقة اختيار بابا الفاتيكان الجديد

مع وفاة البابا فرنسيس، تبدأ الكنيسة الكاثوليكية فترة "الكرسي الشاغر"، حيث يُتوقع أن يجتمع الكرادلة من جميع أنحاء العالم في روما خلال الأيام المقبلة لبدء عملية انتخاب البابا الجديد.​

تُعد وفاة البابا فرنسيس نهاية لعهد تميز بالتحولات الجريئة والانفتاح على قضايا العصر، وسيُذكر كقائد روحي سعى لجعل الكنيسة أكثر قرباً من الناس وأكثر تجاوبًا مع تحديات العالم المعاصر.​