نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أشهر عادات العصر الفاطمي في مصر حتى اليوم - إقرأ نيوز الأن, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 05:10 مساءً
مرّت مصر بعصور كثيرة، لكن العصر الفاطمي ترك بصمة واضحة على الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية للمصريين، وما تزال بعض عاداته وتقاليده مستمرة حتى اليوم. أسس الفاطميون دولتهم في مصر عام 969م، وجعلوا القاهرة عاصمة لهم، وجلبوا معهم طقوسًا ومظاهر احتفالية جديدة مزجت بين الدين والثقافة والفن. العجيب أن كثيرًا من هذه العادات ما تزال حاضرة في المجتمع المصري، بل أصبحت جزءًا من التراث الشعبي، يحتفي بها الناس عامًا بعد عام دون أن يشعروا أن أصلها يعود لقرون مضت.
الاحتفالات الدينية والمناسبات العامة
من أبرز ما تركه العصر الفاطمي هو أسلوب الاحتفال بالمناسبات الدينية، خصوصًا شهر رمضان. الفاطميون هم أول من أدخل فانوس رمضان إلى الشارع المصري، حيث استخدموا الفوانيس في استقبال الخليفة المعز لدين الله ليلاً، فصار الفانوس لاحقًا رمزًا من رموز الشهر الفضيل. كذلك كانت موائد الإفطار الجماعي عادة متجذرة في العصر الفاطمي، حيث كان الخلفاء ينفقون بسخاء على توزيع الطعام للفقراء والمحتاجين.
كما اعتنى الفاطميون بالاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، وهم أول من جعله مناسبة عامة تُحيى بالموالد والإنشاد وتوزيع الحلوى، وهي عادة مستمرة حتى يومنا هذا في شكل “حلاوة المولد” والاحتفالات الشعبية التي تُنظم في الشوارع. أيضًا، يحتفل المصريون اليوم بمناسبات كـ ليلة النصف من شعبان ورأس السنة الهجرية، وهي مظاهر كان للفاطميين دور كبير في ترسيخها.
الطعام والحلوى كجزء من الثقافة الفاطمية
أبدع الفاطميون في صنع أنواع متعددة من الحلوى التي لا تزال حاضرة في المناسبات الدينية، مثل العروسة والحصان المصنوعين من السكر في المولد النبوي، و"الفتة" التي ارتبطت بعيد الأضحى، و"الكحك" المرتبط بعيد الفطر. وقد نشأت هذه العادات في قصور الخلفاء ثم انتقلت إلى عامة الشعب، حتى أصبحت من مظاهر العيد الأساسية في كل بيت مصري.
كذلك أسهم الفاطميون في تطوير عادات الضيافة، حيث كانوا يشجعون على إقامة الولائم العامة، وتزيين الموائد بأصناف الطعام المختلفة. وكان للطعام أيضًا بُعد اجتماعي وديني، إذ كان يُستخدم كوسيلة للتقرب من الناس وبناء جسور الود بينهم، وهي قيمة ما زالت موجودة في المجتمعات المصرية حتى الآن، خاصة في الأحياء الشعبية والريف.
اللباس والمظاهر الشعبية والتقاليد اليومية
من العادات التي نقلها العصر الفاطمي وتطورت بمرور الزمن، اللباس التقليدي المرتبط بالمناسبات، مثل الجلابية البيضاء التي أصبحت زياً شائعاً في الاحتفالات والمناسبات الدينية. كما أن الأزياء النسائية والمزركشة بالنقوش، تعود في أصولها إلى تأثيرات تلك الحقبة التي مزجت بين الفخامة والبساطة.
أما في الحياة اليومية، فثقافة الأسواق مثل خان الخليلي تعود في تنظيمها وأسلوبها إلى العصر الفاطمي، حيث كانت القاهرة الفاطمية تعج بالأسواق المتخصصة. كذلك تقليد التزاور بين الجيران في الأعياد، وتوزيع الهدايا البسيطة، كلها امتدادات اجتماعية لعادات رسخها الفاطميون في حياة المصريين.
رغم مرور أكثر من ألف عام على قيام الدولة الفاطمية، فإن عاداتها ما تزال حيّة في وجدان المصريين، تتجلى في مناسباتهم، أطعمتهم، وأساليب احتفالهم. إنها ليست مجرد تقاليد من الماضي، بل هي جزء من الهوية المصرية المتجددة التي تحافظ على ماضيها وتُضفي عليه لمسة الحاضر.
0 تعليق