انطلقت فعاليات مهرجان سماء العُلا 2025 بداية من اليوم الخميس، ليعيد ربط الإنسان بالسماء ويحتفي بالعلاقة العميقة التي جمعت بينهما منذ القدم، في لوحة فنية تنبض بالدهشة والسكينة في آنٍ واحد. ويقدّم المهرجان، الذي يُقام في قلب محافظة العُلا الساحرة، مجموعة متنوعة من التجارب الفلكية والفنية والثقافية التي تستهدف جميع الأعمار والمستويات المعرفية، في إطار بيئة طبيعية مهيبة تسحر الأنظار وتغذي الروح.

ولعل من بين أبرز معالم المهرجان لهذا العام تبرز "منارة العُلا"، الوجهة الجديدة التي تم تطويرها لتكون مركزًا متكاملاً لتجارب الفضاء والفلك. تسعى المنارة إلى إشعال فضول الزوار وتحفيزهم على اكتشاف المجهول في الكون، من خلال تجارب تفاعلية حديثة مصممة بعناية لتمزج بين التعليم والإلهام.

وسوف يحظى الزوار بفرصة المشاركة بالمعارض العلمية والعمل على التلسكوبات المتطورة والمشاركة كذلك في ورش العمل الفلكية والتي تقدم بيئة تفاعلية تتيح للزوار فرصة أعمق لفهم الكون وهم محاطون بجمال المناظر الصحراوية في العلا.

أيضًا مهرجان سماء العُلا يقدم رحلات يومية مع المناطيد الهوائية، والتي تقدم مشاهد جوية خلابة لمحافظة العُلا، حيث يمكن للزوار الاستمتاع برحلات المناطيد المربوطة بالبلدة القديمة وكذلك جبل الفيل حيث توفر مناظر بانورامية لهذه المواقع الشهيرة بالعُلا. كما سوف تزين العروض الليلية للمناطيد "صخرة الفيل" بالمناطيد المضيئة والعروض الجوية والموسيقى المتناغمة، لتخلق جوًا مدهشًا.

ومن أكثر التجارب جذبًا في المهرجان هذا العام تجربتا "دار النجوم" و "ميناء سماء العُلا"، واللتان تقدمهما "منارة العُلا" بأسلوب عصري وشيّق. تجربة "دار النجوم" تُعد تحفة فلكية تفاعلية داخل قبة بانورامية مبهرة بزاوية 360 درجة، تقع في البلدة القديمة، وتصحب الزوار في رحلة بصرية عبر الكواكب والأبراج، حيث تعرض عروضًا ديناميكية مذهلة تروي قصص الأبراج وتشرح أسرارها من منظور علمي وفني. 

أما تجربة "ميناء سماء العُلا"، فهي دعوة مفتوحة للمبتدئين والهواة للتواصل مع خبراء الفلك واستكشاف مفاهيم الملاحة السماوية بأسلوب مبسط وشيّق، عبر ورش عمل حية وأجهزة رصد متطورة. يمثل مهرجان سماء العُلا 2025 أكثر من مجرد حدث سنوي؛ إنه تجربة روحية وثقافية تفتح آفاق الزوار نحو السماء، وتربطهم بتاريخ طويل من التأمل والاستكشاف، في مشهد تتكامل فيه الطبيعة بالتكنولوجيا، والخيال بالعلم، ليصبح الزائر جزءًا من قصة أكبر، تبدأ من الأرض وتنتهي بين النجوم.