شهدت أسعار النحاس في الأسواق العالمية استقرارًا ملحوظًا، مدعومة بانخفاض قيمة الدولار الأمريكي الذي انعكس بشكل إيجابي على الطلب العالمي على المعدن. يأتي هذا التحسن على الرغم من استمرار المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية العالمية والتي قد تؤثر على القطاعات الصناعية الأساسية التي تعتمد على النحاس بشكل رئيسي، مما يجعل هذا المعدن في بؤرة الاهتمام الاقتصادي العالمي.

ارتفاع أسعار النحاس في بورصة شنغهاي

حقق عقد النحاس الأكثر نشاطًا في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة ارتفاعًا ملحوظًا اليوم بنسبة 1.7%، ليصل إلى سعر 77290 يوانًا للطن، أي ما يعادل 10599.87 دولار أمريكي، وهو ما يمثل أعلى مستوى منذ شهر أبريل. كانت هذه الزيادة مدعومة بانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي، مما عزز الطلب على المواد الخام. وقد أظهرت العقود الآجلة للنحاس مرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية الناتجة عن التوترات الجيوسياسية؛ حيث برز النحاس كعامل حيوي في الصناعات التكنولوجية والبناء.

تأثير انخفاض الدولار الأمريكي على أسعار النحاس

مع انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 1.2% ليصل إلى 98 نقطة، ازدادت جاذبية النحاس للمستثمرين الدوليين الذين يستفيدون من انخفاض كلفة استيراد المعادن المقومة بالدولار. هذا الهبوط في قيمة العملة الأمريكية جاء إثر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضمنت تلميحات بشأن إمكانية تغيير رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، مما زاد من حالة الغموض في السياسات الاقتصادية الأمريكية. ويعتبر النحاس من السلع الأكثر تأثرًا بعوامل العرض والطلب العالمي، كما أن انخفاض الدولار يسهم في تعزيز تنافسية المعدن في السوق العالمية.

تأثير الإجازات على بورصة لندن للمعادن

أغلقت بورصة لندن للمعادن أبوابها أمام المستثمرين بسبب عطلة عيد الفصح، مما ساهم في تقليل النشاط العالمي على العقود الآجلة للنحاس اليوم. على الرغم من ذلك، ستستأنف السوق نشاطها غدًا، ما يُتوقع أن يؤدي إلى زيادة حجم التداولات مجددًا. بورصة لندن تُعتبر واحدة من أهم المراكز العالمية لتحديد أسعار النحاس، وتلعب دورًا حيويًا في توفير مؤشرات قوية للتوقعات المتعلقة بمستقبل الأسواق.

مجمل القول، تُظهر الأسواق العالمية للنحاس تحسنًا في الأداء مدفوعًا بانخفاض الدولار الذي جعل المعدن أكثر تنافسية رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية. وبفضل أهميته الاقتصادية، يبقى النحاس أحد أبرز المؤشرات التي تعكس اتجاهات الاقتصاد العالمي وأسواق السلع الأساسية.