قد لا يخطر في بالك وأنت تحتسي كوباً من الماء أو الشاي على متن الطائرة، كم الجهد والتخطيط الذي يدخل في عملية توفير مياه الشرب خلال الرحلات الجوية. فمن المعروف أن المساحات محدودة، والظروف مختلفة عن الأرض، ومع ذلك تُبذل جهود كبيرة لضمان توفر مياه نظيفة وآمنة لجميع الركاب وأفراد الطاقم.

لكن، ما مصدر هذه المياه؟ وكيف يتم تخزينها وضمان نظافتها طوال الرحلة؟ في هذا المقال، نتعرف على عملية توفير مياه الشرب على الطائرات، من المصدر إلى الكوب، مع التركيز على معايير السلامة والنظافة المتبعة.

مصدر المياه وآلية تعبئتها في الطائرات

تبدأ العملية عادة في أرض المطار، حيث يتم تزويد الطائرة بالمياه من خلال شاحنات مخصصة مجهّزة بخزانات صحية. يتم نقل المياه من محطة تنقية أو من مورد مياه معتمد يخضع للفحوصات الصحية، وتُضخ المياه مباشرة إلى خزانات موجودة داخل الطائرة قبل الإقلاع.
تتراوح سعة هذه الخزانات بين 200 إلى 1500 لتر حسب نوع الطائرة وعدد الركاب، وتستخدم لتوفير المياه لجميع الأغراض، من الشرب إلى إعداد المشروبات الساخنة وتنظيف الحمامات.

عملية التعبئة تتم من خلال أنابيب محكمة ومراقبة، لضمان عدم تلوث المياه أثناء نقلها. ويتم تنظيف الخزانات بشكل دوري وفقاً لتعليمات الجهات التنظيمية مثل إدارة الطيران الفيدرالية أو الهيئات الصحية المحلية.

معايير النظافة والمراقبة الصحية

تخضع مياه الطائرات لاختبارات وفحوصات دورية للتأكد من مطابقتها لمعايير السلامة. يتم أخذ عينات من الخزانات لفحص البكتيريا أو المعادن الثقيلة أو أي شوائب غير مرغوبة. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد بعض شركات الطيران على فلاتر متطورة لتعقيم المياه أثناء الضخ.

رغم هذه الاحتياطات، تُشير بعض الدراسات إلى أن مياه الطائرة قد تحتوي أحياناً على ملوثات دقيقة إذا لم تتم صيانة الأنظمة بشكل دوري. ولهذا السبب، تنصح بعض التوصيات بعدم شرب الماء مباشرة من الحنفيات في دورات المياه، بل الاعتماد على الماء المعبأ أو الذي يُستخدم لتحضير القهوة والشاي.

نصائح للمسافرين بخصوص مياه الشرب

لضمان شرب مياه نظيفة وآمنة، من الأفضل دائماً اختيار المياه المعبأة التي تقدمها المضيفات مباشرة. كما يُنصح بجلب زجاجة ماء شخصية يمكن ملؤها بعد التفتيش الأمني في المطار.
وفي الرحلات الطويلة، يُفضل شرب كميات كافية من المياه لتفادي الجفاف، خاصة أن الهواء داخل الطائرة يكون جافاً أكثر من المعتاد. وإذا كنت من ذوي المناعة الضعيفة، فاحرص على تجنب شرب أي ماء لم تتأكد من مصدره.

رغم التحديات التقنية والبيئية، تعمل شركات الطيران على توفير مياه شرب آمنة للركاب ضمن معايير دقيقة من التخزين والتعقيم. ومع وعي بسيط من المسافر، يمكن تحويل تجربة الشرب على الطائرة من مجرد عادة إلى ممارسة آمنة تعزز الراحة والصحة أثناء السفر.