نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد مقتل طلبة بانهيار جدار... أهالي قرية تونسية: " لا نريد ثورة آخرى" - ايجي سبورت, اليوم السبت 19 أبريل 2025 02:10 صباحاً
يطالب أهالي المزونة المهمشة في وسط تونس بنيل حقوقهم وتوفير التعليم والصحة لأبنائهم إثر انهيار جدار مدرسة متداع تسبب في مقتل ثلاثة تلاميذ في القرية القريبة من مدينة سيدي بوزيد، مهدة ثورة 2011.
تقول نجاة المسعدي بصوت يملأه الغضب "نحن نطالب فقط بالمرافق الأساسية، وبدلا من ذلك يرسلون لنا 112 سيّارة شرطة. هل نحن إرهابيون؟".
أصيب مُهند جدايدة، ابن أخت نجاة المسعدي البالغ من العمر 18 عاما في رأسه بقنبلة غاز مسيل للدموع خلال إحدى التظاهرات التي أعقبت وفاة ثلاثة تلاميذ يدرسون بثانوية القرية وتتراوح أعمارهم بين 18 و 19 عاما الاثنين الفائت جرّاء انهيار جدار مدرستهم الآيل للسقوط.
وتقول نجاة "يضيفون آلما على ألامنا، دفنا ثلاثة من شبابنا ومن الممكن أن نواصل دفن آخرين".
وتقول والدة مهند، منيرة المسعدي، التي أغمي عليها بسبب الغاز المسيل للدموع خلال محاولتها الوصول إلى ابنها الجريح، "يسألوننا ما المشكلة؟ نحن لا نريد ثورة آخرى، نحن نريد فقط حقوقنا".
تقع قرية المزونة التي تضم حوالي 7 آلاف نسمة، على بعد حوالي 70 كيلومترا من محافظة سيدي بوزيد، المنطقة النائية والمهمّشة التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية قبل نحو 15 عاما فأطاحت بنظام الرئيس السابق الراحل زين العابدين بن علي وأطلقت موجة ما عرف "بالربيع العربي".
سوء إدارة متراكم
تواصلت الاحتجاجات وتم حرق إطارات من المطاط وغلق طرق ورشق الحجارة بعد مقتل التلاميذ، وخرج عشرات الشباب إلى الشوارع لعدة ليال متتالية للتعبير عن غضبهم بالقرب من مركز الحرس الوطني، ونشبت مواجهات ليلية بينهم وبين عناصر الأمن.
حذر السكان على مدى سنوات من أن حائط المدرسة الثانوية الوحيدة في القرية معرض للانهيار، ولكن تحذيراتهم لم تلق آذانا صاغية.
هذا الحادث الذي وقع في 14 نيسان/أبريل "لم يأتِ من فراغ، إنه نتيجة سوء إدارة تراكم على يد مختلف المسؤولين"، على ما يفيد وكالة فرانس برس وليد الجد، الناشط في منظمات المجتمع المدني المحلية.
ويضيف الجد "نحن نطالب بأشياء أساسية لا تتطلب معجزة... لن نقبل بعد الآن بالعيش كما كنا في السابق".
ويقول إن سيارات الإسعاف القادمة من مدينة الرقاب التي تبعد 30 كيلومترا عن المزونة، استغرقت "وقتا طويلا للوصول إلى المكان ... هذا التأخير أدى لتفاقم الوضع، وربما تسبب بوفاة بعضهم بينما كان من الممكن إنقاذهم".
والأسوأ من ذلك، يضيف الجد، أن أسرة أحد القتلى "لم تتمكن من العثور على الماء فورا لغسل (جسده) قبل الجنازة، وهذا لم يعد مقبولا".
يشكل شح المياه مشكلة بارزة أخرى في المناطق الريفية الفقيرة في تونس، تُضاف إلى البنية التحتية الهشة والمنعدمة أحيانا في أغلب مناطق تونس الداخلية. وهذه الأزمات متراكمة منذ عقود طويلة.
زار الرئيس قيس سعيّد المزونة فجر الجمعة ووصل إلى مكان الاحتجاجات حيث استقبله عدد من الأهالي وطالبوه "بتنمية" القرية وبناء مستشفى.
ردّ سعيّد بأن "مطالبكم مشروعة ولكم الحق فيها"، منددا "بالخونة" الذين قاموا "بتدمير النقل والمستشفيات" في البلاد.
في بيت محمد أمين المسعدي الذي قضى في انهيار الجدار، وُضع حذاء رياضي بجانب مصباح فوق مكتب صغير وُضعت عليه كتب مدرسية.
محمد أمين الذي كان في الثامنة عشرة من عمره، كان يحلم بمغادرة المزونة لينضم إلى احد نوادي كرة القدم في المدن الكبرى. لكن فريقه لم يحتفظ به في الخريف الفائت بسبب نقص المال.
ضحايا
يقول والده سالم "كان حزينا عند عودته إلى المزونة، لم يعد الشخص نفسه، ترك الصلاة وأحيانا كان يتغيب عن المدرسة".
والدته شافية التي تدرِّس اللغة العربية في الثانوية تقول "جميع الفصول الدراسية معرضة لخطر الانهيار. ... نخاف أن تقع علينا الجدران. الكارثة دائما قريبة".
مثل الأغلبية الساحقة من التونسيين، ضحى والدا محمد أمين بكل شيء من أجل تعليم أبنائهم.
تقول الوالدة "نحن ضحايا الفساد ... الفساد في التربية ".
وما زال زوجها يجد صعوبة في تقبل خبر وفاة ابنهما. وعن ذلك يقول "أصحو في الليل وأقرص نفسي لأتأكد إن كان كل هذا حقيقيا".
للمزيد إقرأ: دعوات لإضراب تربوي في تونس عقب مقتل 3 تلاميذ بسقوط جدار مدرسة
0 تعليق