توصلت الطالبة ريم يوسف الفريان، التي تدرس في الصف الثاني الثانوي، إلى طريقة مبتكرة ومستدامة تهدف إلى الحفاظ على شتلات المانجروف الحيوية وزيادة فرص بقائها بعد الزراعة، وذلك عبر استخدام موارد طبيعية محلية تتمثل في لف جذورها بـ ”ليف النخل“ ودمج ”الطحالب الخضراء المزرقة“ في التربة المحيطة بها.
ولاقت فكرتها نجاحاً أهّلها للتأهل إلى المرحلة الثانية من جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي على مستوى المملكة، ضمن مبادرتها التي أطلقت عليها اسم ”جذور البيان“.

معالجة الجفاف

وأوضحت الفريان، أن اهتمامها انصب على أشجار المانجروف المنتشرة بكثرة على سواحل المنطقة الشرقية، ملاحظةً ارتفاع معدلات موت الشتلات الصغيرة بعد غرسها، خاصة بسبب حرارة الجو العالية وفقدان الرطوبة اللازمة لنموها، حيث تعتمد هذه الأشجار بشكل كبير على بيئة المد والجزر الرطبة.
وقالت إن مبادرتها ”جذور البيان“ انطلقت بالتزامن مع بدء فعاليات جائزة الأميرة صيتة، ممثلة للمنطقة الشرقية.

وشرحت تفاصيل ابتكارها قائلة إن البحث عن حل لمشكلة جفاف الجذور قادها إلى التفكير في مواد طبيعية قادرة على الاحتفاظ بالرطوبة.
وبعد دراسة بدائل مثل ليف جوز الهند الذي لا يتوفر بكثرة في المملكة، استقرت على استخدام ”ليف النخل“ المتوفر محلياً والمعروف بقدرته على التكيف مع الحرارة والرطوبة.

حفاظ على الرطوبة

وأضافت: ”اكتشفنا أن ليف النخل يساعد على الحفاظ على الرطوبة، وجربنا ذلك ووجدنا أنه يحل مشكلة حاجة المانجروف للرطوبة العالية، خاصة في الصيف“.
كما أشارت إلى أن دمج ”الطحالب الخضراء المزرقة“ مع الليف يعزز من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء لفترة أطول.

وأكدت الطالبة المبتكرة على أن الفكرة ليست فعالة فحسب، بل هي أيضاً مستدامة وصديقة للبيئة بشكل كامل، حيث أن المواد المستخدمة طبيعية 100% ولن تترك أي آثار سلبية على البيئة البحرية أو التربة أو الهواء حتى بعد تحللها بمرور الوقت.
وعبرت عن فخرها بالمشاركة في مسابقة الأميرة صيتة، مؤكدة أن مبادرتها تأتي انسجاماً مع رؤية المملكة وأهداف مبادرة ”السعودية الخضراء“، قائلة: ”نحن كأبناء لهذا الوطن نتمنى أن نرى مبادرة السعودية الخضراء ممثلة أمامنا، ونسعى لتحقيق ذلك بإذن الله، وسوف نقوم بكل شيء للحفاظ على بيئتنا ونشاهد وطننا أخضر“.