يعاني كثيرون من بقاء التهاب الحلق لفترة طويلة بعد التعافي من نزلات البرد، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا العرض غير المعتاد. وقد تشير بعض الحالات إلى وجود اضطراب في الغدة الدرقية، وتحديدًا التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي، والذي قد يكون غير معروف لدى الكثيرين رغم انتشاره الواسع.

ما هو التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي؟

يُعد هذا النوع من الالتهاب واحدًا من أكثر أمراض الغدد الصماء شيوعًا، لا سيما بين النساء في الفئة العمرية ما بين 30 و50 عامًا. ووفقًا للدكتورة أليفتينا أورانسكايا، أخصائية الغدد الصماء الروسية، فإن ما يقرب من 45% من النساء في هذه الفئة يعانين من هذا المرض دون أن يدركن، نظرًا لأن أعراضه غالبًا ما تكون خفية أو تُنسب لأسباب أخرى.

 

كيف يرتبط التهاب الحلق بالغدة الدرقية؟

يؤدي الالتهاب المناعي المزمن في الغدة إلى تغيرات قد تؤثر على أنسجة الرقبة والمناطق المجاورة لها، مما يسبب أعراضًا غير نمطية، أبرزها:

شعور مستمر بعدم الراحة أو ألم خفيف في الحلق. الشعور بوجود كتلة في الرقبة أو صعوبة في البلع. بحة في الصوت وسعال جاف. ارتفاع طفيف في درجة الحرارة. شعور بالإرهاق وآلام متفرقة في الجسم.

هذه الأعراض قد تُشخّص خطأً على أنها بقايا نزلة برد، لكنها في الواقع قد تشير إلى بداية قصور في وظائف الغدة الدرقية.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

في حال استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين بعد زوال نزلة البرد، يُنصح بزيارة طبيب مختص في الغدد الصماء. سيقوم الطبيب بإجراء تقييم دقيق يشمل:

تحليل مستوى هرمونات الغدة (TSH، T3، T4). اختبار الأجسام المضادة (Anti-TPO، Anti-TG). فحص بالموجات فوق الصوتية لتقييم حالة الغدة.

لماذا يُعد الاكتشاف المبكر مهمًا؟

التأخر في تشخيص التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي قد يؤدي إلى قصور مزمن في الغدة، وهو ما ينعكس على وظائف الجسم الحيوية مثل:

الخصوبة وصحة الجهاز التناسلي. الوزن والطاقة اليومية. الصحة النفسية والمزاج العام.

بمجرد تشخيص المرض، يمكن للطبيب وصف العلاج المناسب مثل هرمونات بديلة أو متابعة دورية لتجنب المضاعفات.

نصائح وقائية للحفاظ على صحة الغدة الدرقية

إجراء فحص دوري سنوي لهرمونات الغدة، خاصة عند وجود تاريخ عائلي للمرض. اتباع نظام غذائي غني باليود والسيلينيوم. الاهتمام بالمناعة العامة وتفادي العدوى المتكررة. مراقبة الأعراض الغامضة وعدم تجاهلها.

لا تستهين بعلامات بسيطة

استمرار التهاب الحلق بعد نزلة برد قد يكون أكثر من مجرد عرض عابر، وقد يُنذر بخلل في الغدة الدرقية. التقييم الطبي المبكر وتحليل الهرمونات يمكن أن يكون المفتاح لتفادي مضاعفات صحية خطيرة.