صدق أو لا تصدق، سبع سنوات فقط  هو مشوار الضيف أحمد في الفن، إلا أنه تمكن خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة من تحقيق قفزات عالية مكنته من كتاب اسمه بحروف بارزة بين نجوم الكوميديا. 

لم يكن الضيف أحمد مجرد فنان شامل: ممثل، وكاتب، ومخرج، ولكنه أيضا كان العقل المدبر للظاهرة الفنية الفريدة "ثلاثي أضواء المسرح"، مع صديقيه جورج سيدهم وسمير غانم، وبرحيله انفرط العقد. 

الضيف أحمد من مواليد 12 فبراير 1963 حسب تأكيد زوجته السيدة نبيلة مندور في حوار مع "آخر ساعة"، وليس كما يزعم "جوجل" أنه ولد في ديسمبر 1936، واسمه بالكامل الضيف أحمد الضيف، حاصل على ليسانس آداب قسم اجتماع عام 1960.

الضيف أحمد وريث الملك شيشنق الأول

إذا كنت من قراء التاريخ فسوف تعرف أن عاصمة مصر في عصر شيشنق الأول أحد ملوك  الأسرة 29 ق.م هي "تمي الأمديد" بالدقهلية، المدينة التي أنجبت الضيف أحمد، وصنعت منه أيضا أحد ملوك الضحك في العصر الحديث. 

الضيف أحمد فلاح أصيل من ظهر فلاح 

كان والد الضيف أحمد عمدة الناحية، ما جعل أهل بلدته يقصدونه في زياراتهم إلى القاهرة، لتتحول شقته إلى ما ملحق لدوار العمدة، يستقبل فيه أهل بلدته، ويضيفهم، ويستمع إلى مشاكلهم، ويقضي حوائجهم، ما جعله يحتفظ بلهجته "الفلاحي"، وهي اللهجة التي جعلته متمسكا بمناداة والدته بـ"ياما"، وليس "ماما حسب" ما ينطقها أهل القاهرة. 

يشاهد الفيلم 4 مرات في السينما

أما أغرب عادات الضيف أحمد كما روت زوجته أنه كان يشاهد الفيلم الواحد  4 مرات في السينما، الأولى يخصصها للصوت والموسيقى التصويرية، والثانية للتصوير والكادرات، والثالثة للسيناريو والأحداث، والأخيرة للإضاءة، وكان شغوفا بمشاهدة الأفلام العالمية. 

هجوم رشدي أباظة وأحمد رمزي على الضيف أحمد 

من المواقف الطريفة التي تذكرها زوجة الضيف أحمد ما حدث من هجوم عليه من رشدي أباظة وأحمد رمزي، ذات مرة تصادف وجود الضيف أحمد مع زوجته في أحد الكازينوهات، وبمجرد أن لمحه رشدي أباظة وأحمد رمزي، الضيف جالس مع زوجته، جرى كل منهما إلى الطاولة، وضع رمزي  يده على كتف الضيف، أما رشدي فسأله : إنت جايب الست الحلوة دي منين؟، لتبدأ وصلة ضحك لا تنتهي، وفق اعترافات زوجته لمجلة "آخر ساعة".

الضيف أحمد زملكاوي متعصب

لا يمكن الاقتراب من الضيف أحمد أثناء مباريات نادي الزملك، لأنه يظل متوترا طيلة المباراة، وهو يقف أمام التلفزيون، ينفعل، ويتقافز، ولا يكف عن الصياح، وهو يشير بيده ويلقي بالتعليمات للاعبين وكأنه المدير الفني للزملك. 

الضيف أحمد صديق الرؤساء والملوك

الجمهور الذي تعامل مع الضيف أحمد يدرك أنه خجول في رده عليهم، وتعامله، معهم، بينما ثقافة الضيف أحمد الواسعة، وحيه للقراءة والمعرفة، جعلته مقربا للعديد من الكتاب والسياسيين، إضافة إلى عدد من الزعماء في مقدمتهم جمال عبد الناصر، الذي دعاه لحضور حفل زفاف ابنته هدى، أما  الملك حسين فقد كان يستقبله في قصره بعمان.

طموحات الضيف أحمد التي لم تتحقق

كان للضيف أحمد فلسفة خاصة في الكوميديا لخصها بمقولته "الجمهور عندنا بيضحك لأنه شغل مخه، وعثر فيما تقوله على فكرة، عندما دارت في مخه.. ضحك"، وهي تلك الفلسفة التي كان الضيف يطمح في أن يحققها، لكن الموت خطفه مبكرا.

ظهر الضيف أحمد في أكثر من 40 عملا فني، من خلال العديد من الأفلام الناجحة، منها: القاهرة في الليل، آخر شقاوة، المشاغبون، 30 يوم فى السجن، المجانين الثلاثة، عروس النيل، شاطئ المرح، فرقة المرح، هاربات من الحب ونشال رغم أنفه.

أما ما لا يعلمه الكثيرون عن الضيف أحمد أنه كان مخرجا في المقام الأول، والمسئول عن تأليف المسرحيات وتلحين الأغاني لثلاثي أضواء المسرح.

رحيل صادم للضيف أحمد 

بطريقة  صادمة رحل الضيف بعد أن أدى دور ميت موضوع في نعش من خلال بروفة مسرحيته (كل واحد وله عفريت) ليعود إلى المنزل في الفجر، ويشعر بالإعياء وضيق في التنفس، تقول زوجته إنها نصحته يتناول كوبا من الحليب، إلا أنه رفض وفضل النوم ، لتتدهور حالته فجأة وتنقله إلى مستشفى العجوزة، وتفارق روحه  جسده قبل أن يصل إلى المستشفى، في صباح 16  أبريل سنة 1970 عن عمر لم يتجاوز الـ34 عاما.

سعاد حسني وتحية كاريوكا ووصل المحبة

إذا كان الأصدقاء يلتفون حول الضيف في حياته، فإنهم انفضوا عن زوجته وابنته بعد رحيله ولم يبقى منهم إلا القليل جدا، وعلى رأسهم، سعاد حسني وتحية كاريوكا وأحمد حلاوة، إضافة إلى سهير الباروني، تقول زوجته: لم يتركوني أعاني بمفردي، وشملوا ابنتي الوحيدة التي تركها قبل أن تكمل عامها الثاني بمحبتهم الخالصة.