يعد التدخين داخل غرف الفنادق من أكثر الأسئلة التي يطرحها المسافرون، خاصةً المدخنين الذين يبحثون عن راحة كاملة أثناء إقامتهم. إلا أن هذا الموضوع لا يمكن الإجابة عنه بإجابة واحدة قاطعة، فهو يختلف من فندق لآخر، بل ومن بلد لآخر، بناءً على السياسات الداخلية للفنادق والقوانين المحلية. في هذا المقال، نستعرض أهم الجوانب المتعلقة بسياسات التدخين في الفنادق، وكيفية التأكد من القواعد قبل الحجز، إلى جانب نصائح للمدخنين وغير المدخنين للحصول على تجربة إقامة مرضية للجميع.

سياسات الفنادق: بين التقييد والتسهيل

مع ازدياد الوعي الصحي والمخاوف البيئية، اتجهت أغلب الفنادق حول العالم، خاصة تلك التابعة لسلاسل عالمية كبرى، إلى منع التدخين في الغرف الداخلية بشكل كامل. ففي العديد من البلدان، تُصنّف الفنادق ضمن المنشآت العامة الخاضعة لقوانين مكافحة التدخين، وهو ما يعني أن التدخين في الغرف يمكن أن يعرّض النزيل لغرامة مالية، أو حتى طرده من الفندق في بعض الحالات. لكن رغم هذا الاتجاه العام، لا تزال بعض الفنادق توفر غرفًا مخصصة للمدخنين، أو شرفات خارجية (بلكونات) يمكن التدخين فيها، وقد تضع لافتة واضحة داخل الغرفة تحدد ما إذا كانت "غرفة للمدخنين" أم لا. لهذا من الضروري التأكد من تفاصيل الحجز، وقراءة وصف الغرفة بدقة، أو الاستفسار مباشرة من الفندق قبل الوصول.

المخاطر والتبعات: لماذا تتشدد بعض الفنادق؟

تقوم العديد من الفنادق بفرض قيود صارمة على التدخين حفاظًا على صحة النزلاء الآخرين ومنع التسبب في أضرار دائمة بالغرف. فرائحة الدخان قد تبقى لفترات طويلة، وتؤثر سلبًا على تجربة النزلاء التاليين، مما يضطر الفندق إلى إجراء تنظيف عميق للغرفة (deep cleaning) بتكلفة إضافية. ولذلك تُحمّل بعض الفنادق رسوم تنظيف تصل إلى مئات الدولارات في حال ثبوت التدخين داخل غرفة ممنوع فيها ذلك. إلى جانب ذلك، تشكل أعقاب السجائر خطرًا حقيقيًا على السلامة العامة، خاصة في المنشآت ذات الأرضيات الخشبية أو الستائر الثقيلة، ما قد يؤدي إلى نشوب حرائق لا تُحمد عقباها.

خيارات وبدائل للمدخنين والمسافرين بحذر

إذا كنت مدخنًا، فالأفضل أن تبحث مسبقًا عن فندق يوفر غرفًا مخصصة لذلك، أو على الأقل مناطق مخصصة للتدخين في الأماكن العامة بالفندق، مثل التراسات أو الأماكن المفتوحة. كذلك يمكن اختيار فنادق ذات غرف تحتوي على شرفات تسمح بالتدخين في الخارج دون مخالفة القوانين. أما إن كنت من غير المدخنين أو تسافر برفقة أطفال، فاطلب تحديدًا غرفة "لغير المدخنين" لتجنب الروائح المزعجة أو الآثار الصحية. استخدام تطبيقات الحجز التي تتيح تصفية النتائج بناءً على تفضيلات التدخين قد يساعدك على اتخاذ القرار الأفضل قبل الوصول.

يبقى احترام سياسات الفندق والبحث المسبق هما المفتاح لتجربة إقامة هادئة ومريحة، سواء كنت مدخنًا أو لا. ومهما كانت عاداتك الشخصية، فإن احترام خصوصية وراحة الآخرين يُعد من قواعد الإتيكيت الأساسية في أي فندق.