من المعروف أن النوم يعد من العوامل الأساسية التي تؤثر على صحتنا بشكل كبير لما له من فوائد عدة، أبرزها تعزيز المناعة، تحسين الوظائف الإدراكية، بالإضافة إلى توفير الاسترخاء للجسم.

وبالرغم من التركيز الكبير على عدد ساعات النوم (من 7 إلى 8 ساعات)، إلا أن الوقت الذي نخلد فيه للنوم لا يُحظى بنفس القدر من الاهتمام، وهو أمر في غاية الأهمية أيضاً، إن لم يكن أكثر.

ويستعرض "رائج" في السطور التالية، هنا أهمية التوقيت المثالي للنوم.

توقيت النوم وأثره على صحة الجسم

يمتلك جسم الإنسان ساعة بيولوجية طبيعية تُعرف بالـ"إيقاع اليومي" أو ما يُسمى بالـ"دورة اليومية"، وهي تشير إلى الوقت الذي يكون فيه الجسم في حاجة للنوم أو للاستيقاظ.

وبمجرد أن يغيب ضوء الشمس ويتحول الجو إلى الظلام، يبدأ الدماغ في إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يساعد الجسم على الاستعداد للنوم. وإذا تأخر الشخص في النوم، فإن ذلك قد يسبب اضطراباً في هذه الساعة البيولوجية، مما يجعل النوم أقل راحة، ويؤثر على قدرة الشخص على الاستيقاظ بحالة جيدة.

وتشير الدراسات إلى أن أفضل وقت للخلود إلى النوم هو حوالي الساعة 10 مساءً، حيث يتوافق ذلك مع إيقاع الجسم الطبيعي، ويعزز الحصول على نوم عميق ومريح.

وعن ما سبق، تقول الدكتورة كولين لانس، خبيرة النوم في "عيادة كليفلاند": "عندما يغرب الشمس، يدرك الدماغ من خلال غياب الضوء أن الوقت قد حان للنوم، فيفرز هرمون الميلاتونين، مما يساعد الجسم على الاستعداد للنوم بشكل طبيعي".

كم عدد ساعات النوم المثالية؟

يحتاج معظم البالغين إلى ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة للحفاظ على صحتهم والتمتع باليقظة والطاقة. ومع ذلك، تختلف الاحتياجات الفردية من شخص لآخر.

يوصي الأطباء بألا يبقى الشخص مستيقظاً لأكثر من 16 ساعة متواصلة، وهو ما يضمن الحصول على ثماني ساعات من النوم إذا ذهبت إلى الفراش في الساعة 10 مساءً، واستيقظت في الساعة 6 صباحاً.

أضرار السهر وتأثيره على الصحة

ويؤدي السهر أو وجود نمط نوم غير منتظم إلى العديد من المشكلات الصحية، مثل:

صعوبة في النوم أو الاستيقاظ.

الشعور بالتعب طوال النهار وقلة التركيز.

زيادة خطر الإصابة بالسمنة، والسكري، وأمراض القلب.

مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب.

نصائح لتحسين جودة النوم

يوصي الأطباء باتباع بعض الإرشادات لتحسين جودة النوم، ومنها:

الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة كل يوم.

تجنب الشاشات والأضواء الساطعة قبل النوم (يفضل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى).

تناول العشاء قبل النوم بحوالي 2-3 ساعات.

التأكد من أن غرفة النوم هادئة، باردة، ومظلمة.

الحصول على بعض الضوء الطبيعي خلال النهار لمساعدة الجسم على ضبط إيقاعه البيولوجي.

باتباع هذه النصائح، يمكن تحسين جودة النوم والحفاظ على صحة الجسم والعقل بشكل أفضل.