نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كورفو اليونانية: الجوهرة التي لا يكتشفها معظم السياح - إقرأ نيوز الأن, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 02:20 مساءً
في خضم زحمة الجزر اليونانية التي تجذب ملايين السياح سنويًا مثل سانتوريني وميكونوس، تبقى جزيرة كورفو إحدى الكنوز الخفية التي لا تنال نصيبها المستحق من الاهتمام، رغم ما تزخر به من جمال طبيعي أخّاذ وتاريخ عريق وثقافة نابضة بالحياة.
تقع كورفو في البحر الأيوني على مقربة من الساحل الغربي لليونان، وتتميز بطابعها الفريد الذي يمزج بين التأثيرات الفينيسية والبريطانية والفرنسية، ما يجعلها مختلفة تمامًا عن بقية الجزر اليونانية. هي جزيرة خضراء بامتياز، تحتضن بساتين الزيتون التي تمتد بلا نهاية، وتطل على شواطئ ساحرة لم تمسسها يد الزحام بعد. إنها وجهة مثالية لمن يبحث عن الهدوء، والهوية الأصيلة، والتجارب المحلية النادرة، بعيدًا عن المسارات السياحية التقليدية.
عبق التاريخ الأوروبي وسط الطبيعة اليونانية
تُعد مدينة كورفو القديمة، المصنّفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، قلب الجزيرة النابض بالحياة والتاريخ. شوارعها المرصوفة بالحجارة، ومبانيها ذات الشرفات الحديدية والنوافذ الخشبية، تعكس قرونًا من التأثير الأوروبي الذي ترك بصماته المعمارية والثقافية. يمكن للزائر أن يستمتع بالتجول في أروقة قلعة كورفو القديمة، التي تعود إلى العصر الفينيسي، أو أن يجلس في ساحة "سبياندا" الأكبر في البلقان ليراقب الحياة اليونانية اليومية في مشهد شاعري. المزيج بين الأزقة الضيقة والمقاهي التقليدية والمتاحف الصغيرة يخلق تجربة فريدة تُشعر الزائر بأنه في قلب قصة أوروبية كلاسيكية تسردها الطبيعة والتاريخ معًا.
شواطئ خفية ومياه بلورية بلا زحام
بعيدًا عن شواطئ السياحة الجماعية، تحتضن كورفو عشرات الخلجان الصغيرة والشواطئ التي يمكن الوصول إليها عبر مسارات ضيقة أو بقوارب محلية. من أشهر هذه الشواطئ شاطئ "باليوكاستريتسا" الذي تحيط به التلال الخضراء وتنساب إليه مياه صافية تُضاهي أجمل مشاهد الكاريبي.
كذلك يُعد شاطئ "ميرتيوتيسا" أحد الكنوز السرية التي تجذب محبي الهدوء والخصوصية، محاطًا بالمنحدرات الصخرية والمناظر الطبيعية البرية. وللمغامرين، توفر الجزيرة فرصًا رائعة للتجديف، والغوص، وركوب القوارب الصغيرة إلى كهوف بحرية مخفية تنتظر من يكتشفها بعيدًا عن العدسات المعتادة.
نكهة محلية وكرم ضيافة لا يُنسى
ما يميز كورفو ليس فقط جمالها الطبيعي، بل أيضًا عمق تجربتها الثقافية والمطبخ المحلي المتفرد. المطبخ الكورفي مستوحى من المطبخ الإيطالي والبلقاني، ويتميز بأطباق مثل "باستيستو" (نوع من اللازانيا اليونانية) و"بورديتو" (سمك حار بالطماطم).
المطاعم العائلية المنتشرة في القرى الصغيرة تقدم تجربة طعام أصيلة، غالبًا ما يصحبها حديث مع السكان المحليين الذين يروون بفخر قصص الجزيرة. كما يمكن حضور مهرجانات محلية تقام طوال فصل الصيف، من عروض الفولكلور إلى حفلات الزفاف الجماعية، ما يتيح للزائرين فرصة الاندماج الحقيقي مع الحياة القروية اليونانية.
كورفو هي جوهرة تختبئ على مرأى من الجميع، لكنها لا تكشف سحرها إلا لمن يقرر الخروج عن المسار السياحي المألوف. إنها جزيرة تقدم للزائر تجربة أصيلة تجمع بين سكينة الطبيعة، وعمق التاريخ، ودفء الضيافة، دون الحاجة إلى مشاركة المكان مع حشود السياح. في كورفو، ستجد اليونان التي لا تُعلن عن نفسها بصخب، لكنها تهمس بجمالها في أذنك وتدعوك للعودة مرارًا.
0 تعليق