عندما يسافر الإنسان إلى بلاد جديدة، فإن أول ما يلفت انتباهه بعد المناظر الطبيعية هو اختلاف العادات والتقاليد، خاصة في الاحتفالات والمناسبات الخاصة. كل مجتمع يحتفل بطريقته الفريدة، وبعض تلك العادات قد تبدو غريبة أو غير مألوفة للزائرين، لكنها تعكس تاريخًا وثقافةً عميقة تستحق الاكتشاف.

1. مهرجان رمي الطماطم – إسبانيا

ربما سمعت عن "لا توماتينا" الشهيرة في مدينة بونيول الإسبانية. هذا المهرجان يقام في أغسطس من كل عام، ويقوم فيه آلاف الأشخاص برمي أكثر من 100 طن من الطماطم الناضجة في الشوارع، لتتحول المدينة إلى ساحة معركة حمراء. قد يبدو الأمر فوضويًا، لكنه في الحقيقة احتفال بالفرح والتسامح والتعاون، وقد أصبح رمزًا عالميًا للاحتفالات غير التقليدية.

2. رقصة الموت – مدغشقر

في مدغشقر، هناك طقس يُعرف بـ فاماديهانا أو "رقصة الموتى"، حيث تُخرج العائلات رفات أحبائها من القبور كل بضع سنوات، وتقوم بإعادة لفها بالأكفان الجديدة، ثم تحتفل بهم بالرقص والموسيقى. هذه العادة الغريبة تعكس احترامًا عميقًا للأجداد واعتقادًا بأن الروح لا تزال متصلة بالأحياء.

3. مهرجان القفز فوق الأطفال – إسبانيا

تعود بنا إسبانيا مجددًا إلى قائمة العادات الغريبة، لكن هذه المرة إلى بلدة كاستريو دي موريسكا، حيث يقام مهرجان "El Colacho" منذ القرن السابع عشر. فيه، يقفز رجال يرتدون زي "الشيطان" فوق الأطفال الرضع الذين لم يتم تعميدهم بعد، والموضوع في مراتب خاصة في الشارع، كجزء من طقس لطرد الأرواح الشريرة.

4. مهرجان شد الأذن – ألاسكا

في مهرجان الألعاب الأصلية في ألاسكا، هناك منافسة تُعرف بـ "شد الأذن"، حيث يتنافس شخصان عبر ربط أذنيهما بخيط جلدي، ويحاول كل منهما سحب الآخر حتى ينسحب أو يفقد التوازن. الهدف؟ اختبار القدرة على تحمل الألم، في تقليد يكرّم قدرة الأسكيمو على تحمل الظروف القاسية في القطب الشمالي.

5. مهرجان الطين – كوريا الجنوبية

في مدينة بوريونغ، يقام أحد أكثر المهرجانات متعة في كوريا الجنوبية، حيث يتجمع الناس من مختلف الأعمار للانغماس في الطين! يُقام مهرجان "بوريونغ الطيني" على شاطئ البحر، ويتضمن ألعابًا، وسباقات في الطين، ومصارعة، وعروض موسيقية. الغريب أن هذه التقاليد بدأت كمبادرة ترويجية لمستحضرات التجميل المصنوعة من طين البحر الغني بالمعادن!

خلاصة الرحلة

تُظهر لنا هذه الاحتفالات أن الفرح يمكن أن يأخذ أشكالًا عديدة، بعضها طريف، وبعضها غريب، وبعضها يمسّ مشاعرنا العميقة تجاه الأهل والماضي. لكن القاسم المشترك بينها جميعًا هو الرغبة الإنسانية في التعبير، التذكر، والاحتفال بالحياة بطريقتها الخاصة.