نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
10 حيوانات في العالم من ذوات الدم الأزرق.. لماذا ليس أحمر؟ - إقرأ نيوز الأن, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 08:10 مساءً
عادة ما يرتبط لون الدم في أذهاننا باللون الأحمر الداكن، وهو بالفعل اللون السائد لدم معظم الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان. ومع ذلك، يوجد في عالمنا مخلوقات فريدة تتحدى هذه القاعدة البيولوجية الأساسية، حيث يجري في عروقها دم ذو لون أزرق.
هذا الأمر ليس ضربا من الخيال العلمي، بل حقيقة بيولوجية مدهشة. يرجع هذا اللون الأزرق المميز للدم إلى وجود بروتين ناقل للأكسجين مختلف عن الهيموجلوبين الموجود لدينا، يعرف باسم الهيموسيانين.
يتميز الهيموسيانين بأنه يعتمد على عنصر النحاس في تركيبته بدلا من الحديد الموجود في الهيموجلوبين. وفي التقرير التالي، نتعرف سويا على بعض هذه الكائنات الحية الرائعة التي تحمل في داخلها دما أزرق اللون.
أصحاب الدم الأزرق
هناك مجموعة من الحيوانات، خاصة بين الكائنات البحرية، التي يتميز لون دمها بأنه أزرق، وليس أحمر كما نعرفه. وفي السطور التالية، نستعرض معكم حيوانات دمها أزرق، وهي:
سرطان حدوة الحصان
غالبا ما يطلق على سرطان حدوة الحصان لقب "الأحافير الحية" نظرا لوجوده على كوكبنا منذ أكثر من أربعمائة مليون عام. ومن أبرز خصائصه الفريدة دمه ذو اللون الأزرق الفاتح.
يلعب دم هذا الكائن دورا حيويا في الكشف عن السموم البكتيرية، ولهذا السبب يستخدم على نطاق واسع في اختبارات السلامة الطبية. وعلى الرغم من اسمه، فإنه لا ينتمي إلى فصيلة السرطانات الحقيقية، بل تربطه صلة قرابة أكبر بالعناكب والعقارب.
الأخطبوط
يعد الأخطبوط من بين أذكى الكائنات البحرية، ويتميز أيضا بدمه الأزرق. نظرا لعيشه في المياه الباردة والعميقة ذات مستويات الأكسجين المنخفضة، يستخدم جسمه بروتين الهيموسيانين لتعزيز عملية نقل الأكسجين بكفاءة أكبر.
يمنح هذا الدم الأزرق الأخطبوط قدرة فائقة على البقاء في البيئات البحرية القاسية. ومن اللافت أنه يمتلك ثلاثة قلوب تساعد في ضخ هذا الدم الأزرق عبر أنحاء جسمه.
الحبار
يتميز الحبار بقدرته على السباحة بسرعة ورشاقة في أعماق المحيطات. ومثل الأخطبوط، يعتمد الحبار على بروتين الهيموسيانين، الذي يمنح دمه لونا أزرقا خفيفا. وتمتلك بعض أنواع الحبار ثلاثة قلوب، على غرار الأخطبوط، مما يساعدها على تحمل الضغط الهائل في أعماق البحار. هذا التكيف الدموي يدعم نمط حياتها النشط ومغامراتها في أعماق المحيط.
العناكب
تحمل معظم أنواع العناكب أيضا دما ذا لون أزرق. وعلى الرغم من أنها تبدو كحيوانات برية عادية، إلا أنها تشترك في هذه الصفة مع أقاربها البحرية. يساعد بروتين الهيموسيانين في نقل الأكسجين بكفاءة في جميع أنحاء أجسامها.
يعتبر هذا النظام مفيدا بشكل خاص للعناكب التي تعيش في بيئات قليلة الأكسجين مثل الجحور تحت الأرض. كما يساعدها في تنظيم عملية التمثيل الغذائي في مختلف الظروف المناخية.
العقارب
تعرف العقارب بقدرتها على البقاء على قيد الحياة في الظروف الصحراوية القاسية. وهي تمتلك أيضا دما أزرق اللون، وذلك بفضل نفس البروتين النحاسي الذي تستخدمه العناكب. يساعد هذا التكيف العقارب على التأقلم مع درجات الحرارة القصوى والظروف الجافة.
جراد البحر
على الرغم من شهرة جراد البحر بمخالبه القوية، إلا أن دمه يحمل لونا أزرقا مميزا. هذه الخاصية تلعب دورا حاسما في قدرته على تحمل الظروف القاسية للمياه الباردة والعميقة.
يساعد دمه الغني بمركب "الهيموسيانين" القائم على النحاس على امتصاص الأكسجين بكفاءة عالية حتى في البيئات التي تنخفض فيها درجات الحرارة ومستويات الأكسجين. كما يساهم هذا الدم في دعم بنيته الجسدية الضخمة وقدرته على الحركة القوية على قاع المحيط.
القواقع البحرية
لا تمتلك جميع القواقع دما أزرق، ولكن العديد من أنواع القواقع البحرية تشترك في هذه الخاصية. تستخدم هذه الكائنات ذات الأجسام الرخوة مركب "الهيموسيانين" بنفس الطريقة التي تستخدمها حيوانات بحرية أخرى.
يساعدها هذا المركب على استخلاص الأكسجين من الماء بكفاءة والبقاء على قيد الحياة في الموائل البحرية الباردة. بعض هذه القواقع يمتلك أصدافًا واقية تعمل أيضًا على تنظيم بيئتها الداخلية.
القشريات
تضم فئة القشريات مجموعة متنوعة من الكائنات مثل السرطانات والروبيان وغيرها، والتي تشترك جميعها في امتلاك دم أزرق. على الرغم من مظهرها الخارجي البسيط، تعتمد هذه الكائنات على دمها القائم على النحاس للبقاء على قيد الحياة في البيئات المائية.
يمنحها هذا التكيف القدرة على الازدهار في نطاق واسع من الظروف المحيطية، بدءا من مناطق المد والجزر الضحلة وصولا إلى الخنادق العميقة في قاع البحر. ومن المثير للاهتمام أن لون دمها قد يتغير طفيفا اعتمادا على كمية الأكسجين التي يحملها.
عناكب البحر
على الرغم من اسمها، فإن عناكب البحر ليست من العناكب الحقيقية، لكنها تشترك معها في امتلاك دم أزرق. تعيش هذه الحيوانات البحرية ذات المظهر المميز في موائل المحيطات الجليدية، وتستخدم مركب "الهيموسيانين" للحفاظ على وظائف أجهزتها الحيوية.
غالبا ما توجد عناكب البحر في مياه القطب الجنوبي، حيث يكون الأكسجين نادرا وظروف البقاء على قيد الحياة صعبة للغاية. ومن اللافت أن العديد من عناكب البحر لا تمتلك رئات أو قلوبا، بل تعتمد على عملية الانتشار وحركات أجسامها لتوزيع الدم.
الرخويات
تشترك بعض أنواع الرخويات مثل المحار وبلح البحر في امتلاك دم أزرق. يساعد هذا الدم هذه الكائنات على الحصول على الأكسجين أثناء استقرارها في قاع المحيط.
العديد من هذه الحيوانات تتغذى عن طريق الترشيح، ويدعم دمها الأزرق نمط حياتها الذي يتطلب طاقة منخفضة. وفي بعض الأنواع، يمكن أن يتغير لون دمها وفقا لدرجة حرارة الماء ومستويات الأكسجين المتاحة.
في النهاية، يمكننا التأكيد على إن هذه الأمثلة تكشف لنا عن التنوع المذهل للتكيفات التي تطورت في عالم البحار. إن امتلاك دم أزرق، بفضل مركب الهيموسيانين القائم على النحاس، يمثل استراتيجية بيولوجية ناجحة لتمكين هذه الكائنات من البقاء والازدهار في بيئات بحرية متنوعة، بدءا من الأعماق الباردة وصولا إلى المناطق الضحلة.
من هذا المنطلق، تستمر هذه المخلوقات الفريدة في إثارة فضول العلماء وتسليط الضوء على الروابط المعقدة بين الكائنات الحية وبيئاتها.
0 تعليق