في إنجاز جديد للتعاون الفضائي الدولي، أعلنت وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، الأحد، نجاح عودة مركبة الفضاء "سويوز إم إس-26" إلى الأرض، وعلى متنها رائدا الفضاء الروسيان أليكسي أوفشينين وإيفان فاغنر، إلى جانب رائد الفضاء الأمريكي دونالد بيتيت، وذلك بعد قضاء 220 يوماً في الفضاء.

وأوضحت الوكالة في بيان نشرته على منصة "تليغرام" أن خروج المركبة من المدار وهبوطها جرى بشكل طبيعي وسلس، مشيرة إلى أن المركبة هبطت في الأراضي الكازاخية كما هو مقرر، ويعد هذا الهبوط بمثابة ختام ناجح لمهمة طويلة بدأت منذ 11 سبتمبر 2024، ضمن جهود مستمرة لدعم المحطة الفضائية الدولية وتنفيذ سلسلة من التجارب العلمية.

وخلال فترة تواجدهم في المدار، أنجز أفراد الطاقم سلسلة من المهام التقنية والتجارب العلمية التي تعزز من فهم الإنسان للفضاء وتأثيراته، وقد أكدت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن الطاقم دار حول الأرض 3520 مرة خلال المهمة، ما يعادل مسافة تقارب 150 مليون كيلومتر.

وتركزت تجارب الطاقم على مجالات متعددة، أبرزها تأثيرات الجاذبية الصغرى على الجسم البشري، وأنظمة الزراعة الفضائية، وتقنيات الصيانة الذاتية للمركبات الفضائية، إلى جانب مهمات صيانة داخل وخارج المحطة.

تأتي هذه المهمة لتؤكد مجددًا على قوة التعاون الفضائي بين روسيا والولايات المتحدة، رغم التوترات السياسية على الأرض. فرائد الفضاء الأمريكي دونالد بيتيت، الذي خاض سابقًا مهمات في الفضاء، عمل جنبًا إلى جنب مع زميليه الروسيين في انسجام، ما يعكس روح الشراكة التي لطالما ميزت برنامج الفضاء الدولي.

مع عودة طاقم "سويوز إم إس-26"، تبدأ الآن مرحلة تحليل النتائج العلمية وتقييم أداء الأنظمة المستخدمة خلال الرحلة. كما يُتوقع أن يخضع رواد الفضاء لفحوصات طبية شاملة لرصد التغيرات الجسدية التي طرأت عليهم خلال فترة انعدام الجاذبية.

ومن المقرر إنه سوف يسافر أفراد الطاقم الـ 3 على متن مروحية من موقع الهبوط للمدينة كاراغندا في كازاخستان بعدها، سوف يستقل بيتيت طائرة تابعة لوكالة "ناسا" ويعود إلى هيوستن، في المقابل سوف يغادر أوفشينين وفاغنر إلى قاعدة تدريب في "ستار سيتي" بروسيا.