نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صديق منتصف الطريق ! - إقرأ نيوز الأن, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 11:25 مساءً
كان التسابق بين القطبين متسارعاً إلى أن وصل إلى ما عُرف بحرب النجوم؛ حيث رغب كل قطب في الاستحواذ على الفضاء من خلال نشر أقمار التجسس التي تراقب كل ما يدور فوق سطح الكرة الأرضية، إضافة إلى نشر الصواريخ البالستية بعيدة المدى والقادرة على حمل رؤوس نووية تستطيع ضرب أي دولة معادية.
أما على الأرض فقد كان هناك تسابق على كسب العديد من الحلفاء وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، ولذا سعت كل منهما لإمداد حلفائها بالتقنيات العسكرية المتنوعة، فخسارة أي حليف تعني سعيه لطلب الحماية من القطب الآخر في مواجهة أي تهديد عسكري، وخلال منتصف القرن الماضي كانت هناك دول عربية محدودة تحظى بالدعم العسكري السوفييتي من أهمها مصر وسوريا والعراق.
غير أنه خلال خمسينيات القرن الماضي، ولا سيما عقب حرب 1956، اتضح تماماً أن الاتحاد السوفييتي لا يهتم كثيراً بمساعدة حلفائه، فعندما اندلعت حرب السويس لم يتخذ الاتحاد السوفييتي موقفاً حاسماً، حتى عندما طالب الإنذار السوفييتي- الأمريكي الدول المعتدية على مصر بالانسحاب، كانت الولايات المتحدة (بقيادة الرئيس أيزنهاور) هي الطرف الأكثر جدية في إنهاء العدوان أكثر من الاتحاد السوفييتي نفسه.
اتبع الاتحاد السوفييتي استراتيجية مفادها تجنب الصدام المباشر مع الولايات المتحدة؛ بسبب كونه منهكاً اقتصادياً بسبب مساحته الجغرافية التي تعادل ضعف مساحة الولايات المتحدة، كما أن التسابق العسكري استهلك جل موارده الاقتصادية، لذلك كان أقصى ما يقدمه لحلفائه هو بيعه كميات محدودة من الأسلحة لهم تكفي بالكاد للدفاع عن حدودهم، ولم يكن الاتحاد السوفييتي بصورة عامة محبذاً لبيع أسلحته العسكرية باستثناء الأجيال القديمة منها مما فاضت به مخازنه، خوفاً من وقوعها في يد الولايات المتحدة عند خسارة أي معركة.
عندما اندلعت حرب 1967 كان الموقف السوفييتي سلبياً لدرجة الخذلان، فلم يقدم الاتحاد السوفييتي أي دعم عسكري لحلفائه أثناء الحرب، بل اكتفى بمساعيه السياسية الداعمة لوقف الحرب مع احتفاظ إسرائيل بما احتلته من أراضٍ، وبعد الحرب كان الموقف السوفييتي من بيع الأسلحة للدول المتضررة حذراً تجنباً للاصطدام بالولايات المتحدة، لكون الاتحاد السوفييتي مدركاً بوضوح أن حرب العرب ليست ضد إسرائيل ولكنها ضد الولايات المتحدة أيضاً.
ورغم شح الأسلحة بيد دول المواجهة العربية مع إسرائيل استطاع العرب بدء معركة تحرير الأرض عام 1973، ولقد كانت استراتيجية الرئيس السادات حذرة في هذه الحرب، لأنه كان يعلم مقدماً أن الحرب بحاجة لأكثر مما يمتلكه من سلاح، فالحرب كانت تستنزف يومياً الآلة العسكرية المصرية مما كان يعني حاجتها المستمرة لتعويض خسائرها في الحرب، وذلك في الوقت الذي أقامت فيه الولايات المتحدة جسراً جوياً على مدار الساعة لإمداد إسرائيل بأفضل ما تنتجه مصانعها العسكرية.
انتظرت دول المواجهة دعماً سوفييتياً خلال تلك الحرب غير أنها لم تتلق الدعم الكافي مما دفعهم مضطرين لقبول قرار وقف إطلاق النار، على أن تبدأ مفاوضات جادة لإعادة الأراضي المحتلة عام 1967، وقد أدرك الرئيس السادات وقتئذٍ أن الاتحاد السوفييتي شريك غير موثوق به، ما دفعه للتخلي عنه والتوجه إلى كامب ديفيد كشريك أفضل. وعندما غزت إسرائيل لبنان في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات كانت إسرائيل تدمر المقدرات العسكرية السورية في لبنان وسوريا يومياً، ولم يقدم الاتحاد السوفييتي حينذاك دعماً يذكر لسوريا.
كثيرة هي الأحداث التي تثبت أن روسيا -وريثة الاتحاد السوفييتي- تتخذ نفس المنهاج، فروسيا لا تريد المخاطرة والاصطدام بالولايات المتحدة، كما أنها لا تستطيع تحمل تكلفة حرب باهظة لخصم عنيد كالولايات المتحدة، وبسبب تلقي أوكرانيا دعماً غير محدود من إدارة الرئيس الأمريكي السابق بايدن تبدو روسيا حذرة للغاية في حربها ضد أوكرانيا؛ لإدراكها أنها محاصرة من دول حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولعل كافة هذه الأحداث التاريخية والراهنة تعد رسالة لبعض الأطراف التي لا تزال تراهن على دعم روسيا سياسياً أو عسكرياً في مواجهة النفوذ الأمريكي الداعم لإسرائيل، فالتاريخ يخبرنا بوضوح أن روسيا هي مجرد صديق منتصف الطريق، لا يستطيع المضي قدماً مع حلفائه حتى آخر المطاف، بل سرعان ما يعود أدراجه ليترك حلفاءه ليواجهوا مصيرهم بمفردهم.
أخبار ذات صلة
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : صديق منتصف الطريق ! - إقرأ نيوز الأن, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 11:25 مساءً
0 تعليق